السبت، 5 ديسمبر 2009

المقدمة

الاعتراف بالايمان المسيحي
أو النؤمن (مقاطع 1-217)
القسم الأول
أنا أؤمن، نحن نؤمن
1-ما هو مخطط الله الخلاصي للانسان؟
ان الله الذي كماله لا متناهي والكامل الطوبى، قد خلق الانسان مجاناً، وبحريةٍ مطلقة، لكي يشركه في حياته السعيدة؛ وهو لم يكن بحاجة لذلك. وفي ملء الأزمنة أرسل الله الآب ابنه مخلصاً وفادياً للبشر الذين وقعوا في الخطيئة. وقد دعاهم الابن بواسطة الكنيسة وجعلهم أبناء بالتبني بفعل الروح القدس لكي يرثوا السعادة الأبدية.

الفصل الأول
ان الانسان قادر أن يعرف الله
"أنت عظيمٌ يا رب، ومستحقٌ كل تسبيح... لقد خلقتنا لك ولن يهدأ قلبنا ويستقر الاّ عندما يجد راحته فيك" (القديس أغسطينوس، من آباء الكنيسة)
2- لماذا يحمل الانسان رغبة بالله؟
لقد خلق الله الانسان على صورته ومثاله ووضع في قلبه الرغبة في أن يراه. حتى حين تكون هذه الرغبة غامضة ومجهولة، لا ينفك الله يجذب الانسان اليه، لكي يدعه يعيش ويجد فيه هو ملء الحقيقة والسعادة التي يبحث عنها دون توقف. فالانسان هو كائن ديني قادر على أن يدخل في شراكة مع الله؛ هذه هي طبيعته ودعوته. هذه العلاقة الحميمة والحيوية مع الله تُكسب الانسان كرامته الأساسية.
3- كيف يمكن معرفة الله بواسطة قوى العقل وحدها؟
ان الانسان قادر على أن يعرف الله بشكلٍ أكيد كمصدر ونهاية للكون وعلى أنه الخير الأعظم والحقيقة والجمال اللامتناهيين. وهو قادر على ذلك بواسطة العقل وحده انطلاقاً من الخليقة، أي من العالم والشخص البشري.
4- هل أن نور العقل وحده يكفي لمعرفة سر الله؟
بمساعدة العقل وحده لا يمكن للانسان أن يعرف الله بدون مصاعب كثيرة. وهو يبقى غير قادرٍ وحده على أن يدخل في علاقة حميمة مع السر الألهي. لذلك أراد الله أن ينيره بواسطة الوحي ليس فقط حول الحقائق التي تفوق معرفة الانسان الطبيعية، بل أيضاً بخصوص الحقائق الدينية والأخلاقية التي يمكنها أن تكون معروفة بسهولة كاملة من قبل الجميع، وبدون مصاعب، وبكل تأكيد ودون أدنى خليط مع الخطأ، حتى وان كانت هذه الحقائق بمتناول عقل الانسان الطبيعي.
5- كيف يمكننا أن نتكلّم عن الله؟
نحن قادرون أن نتكلم مع جميع الناس عن الله، انطلاقاً من كمالات الانسان وكمالات الخلائق الأخرى التي تعكس، بشكلٍ محدود وناقص، كمال الله الكامل واللامحدود. لذلك يتوجب علينا دوماً أن نطهّر كلامنا ومفاهيمنا من كل الصور غير الكاملة، مع العلم أنه ليس بمقدور الانسان أن يعرف ويعبّر بشكل كامل عن سلا الله غير المتناهي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق