السبت، 5 ديسمبر 2009

الاذن البابوي بطبع
ملخّص التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية
الى اخوتي الكرادلة المحترمين، غبطة البطاركة، رؤساء الأساقفة، الأساقفة، الكهنة والشمامسة وجميع أعضاء شعب الله،
عشرون سنة قد مضت منذ أن أطلقت مبادرة تأليف ونشر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، حسب الطلب الذي قدمه لقاء سينودس الأساقفة الاستثنائية، الذي عُقد بمناسبة مرور عشرين سنة على ختام المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني.
ينعم قلبي بالشكر الدائم لله، لأنه قد أهطى الكنيسة هذا التعليم، الذي صدر سنة 1992، وأطلقه سلفي المحبوب البابا يوحنا بولس الثاني.
ان القيمة الثمينة والفائدة لهذه العطية قد أكّدها القبول اللامتناهي والواسع لدى الأساقفة، الذين كانوا هم المستفيدين الأولين منه؛ فقد كانت نية الكنيسة تقديم هذه الوسيلة للأساقفة كنصّ مرجعي أكيد ومضمون من ناحية حقيقة التعليم العقائدي للكنيسة، وخاصة لكي يشكل قاعدة لاصدار التعليم المسيحي المحلّي. كما أن جميع مكونات شعب الله عبرت عن قبول وحماس لهذا التعليم، وما أن عرفوه واضطلعوا عليه في اللغات الخمسين التي ترجم اليها.
أمّا الآن فيسعدني جداً أن أصدّق على هذا الملخّص للتعليم عينه، وعلى نشره.
فقد تمنى المشاركون في المؤتمر الافخارستي العالمي تشرين الأول 2002، أن يصدر هذا الملخّص، وهم يعبّرون هكذا عن رغبة منتشرة بين أعضاء شعب الله. لقد قبل سلفي المأسوف عيه، هذه الرغبة، وقد قرر في شباط 2003 تنفيذ المشروع، فأوكل الى لجنة مصغّرة من الكرادلة رئستها شخصياً، للعمل عليه، بمشاركة بعض الاختصاصيين. خلال مرحلة العمل عُرض المشروع على الكرادلة المحترمين، ورؤساء المجالس الأسقفية، الذين وافقوا بأكثرية ساحقة عليه وقيّموه.
إن الملخص الذي أقدمه اليوم الى الكنيسة الكاثوليكية، هو موجز أمين وأكيذ للتعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية. انه يتضمن، بشكل دقيق، جميع العناصر الجوهرية والأساسية للايمان في الكنيسة، مما يسمح، حسب ما كانت رغبة سلفي، بأ يكون نوعاً من رفيق المؤمن، يكون بمثابة مساعد للمؤمنين وغير المؤمنين، يساعدهم على تكوين فكرة شاملة وواضحة عن الايمان الكاثوليكي.
انه خلاصة تعكس بأمانة هيكلية ومضمون ولغة التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، كما أنه سيشكّل وسيلةً اضافية لكي يُعرف أكثر هذا التعليم، وحافزاً على التعمق فيه.
أقدّم بثقة هذا الملخّص قبل كل شيء الى الكنيسة الجامعة، والى كل شخصٍ مسيحي، لكي يتمكنوا بفضله من تجديد انطلاقتهم التبشيرية، في بداية هذه الألفية الثالثة، وسعيهم للتربية على الايمان، هذا السعي الذي سيكون العلامة المميّزة والفارقة في كل جماعة كنسية وكل مؤمن في المسيح، من أي عمرٍ كان وفي أي بلدٍ وُجِد.
لكن هذا الملخّص، وبسبب الإيجاز والوضوح والشمولية، التي يتحلّى بها، هو هدية لكل شخص يعيش في هذا العالم الضائع والذي يحمل رسائل كثيرة ومتنوعة، لكي يقدرأن يحقق بمساعدته، رغبته بمعرفة الطريق والحق والحياة، التي أعطاها الله الى كنيسة ابنه يسوع المسيح.
مع الأمل أن يجد كل من يطالع هذا الملخص، بشفاعة مريم العذراء القديسة، أم المسيح وأم الكنيسة، أن يتعرف من خلاله على جنمال الله اللامتناهي، ووحدته التي لا انقسام فيها، وواقعية الهبة السامية التي أعطاها الله للبشرية: ابنه المسيح يسوع الذي هو "الطريق واللحق والحياة"(يوحنا14/6)
أعطي في 28 حزيران 2005 مساء عيد القديسين بطرس وبولس، السنة الأولى لحبريتي،
بندكتس السادس عشر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق